السبت، 24 أكتوبر 2015

واقع تكنولوجيـــا المعــلومــات في مكتبات الأطفال



      مكتبات الأطفال مثلها مثل بقية أنواع المكتبات الأخرى لها علاقة بعصر المعلومات وتكنولوجيا المعلومات، ومن أجل أن تعد هذه المكتبات روادها لهذا العصر فإن خبراء المكتبات والمعلومات يوصون بأن تضم عدداً من أنواع تكنولوجيا المعلومات للقيام بالمهام والواجبات التي يتطلبها إعداد الطفل لهذا العصر بحيث يكون له دور إيجابي في مجتمعه ووطنه. وهذا المقال سيتناول أهمية ادخال تكنولوجيا  معلومات حديثة في مكتبات الأطفال، بالإضافة إلى أهم مزايا استخدام هذه التكنولوجيا، كذلك سيتناول نوع من هذه التكنولوجيا يمكن تطويعه والاستفادة منه بشكل يناسب الطفل واحتياجاته وهو الانترنت حيث يستعرض إلى اهم فوائده .
1.    أهمية ومزايا وجود تكنولوجيا معلومات حديثة في مكتبات الأطفال .
    تمثل تكنولوجيا المعلومات أهمية كبيرة في عصرنا الحالي، وذلك لدورها الرئيس في تسهيل الحصول على المعلومات بشكل دقيق وسريع، وسيشكل استخدام هذه التكنولوجيا في المكتبات بشكل عام ضرورة حتمية تدعو إليها احتياجات المستفيدين في هذا العصر، وبالتالي فإن الاهتمام بإدخال تكنولوجيا المعلومات الحديثة في مكتبات الأطفال يمثل أهمية كبيرة وله مزايا متعددة في عدة جوانب.
1.1أهمية تكنولوجيا المعلومات في مكتبات الأطفال.
     إن لدخول تكنولوجيا المعلومات في مكتبات الأطفال له من الأهمية والقيمة البالغة حيث تفتح أفاقا جديدة أمام الطفل لم تكن موجودة له من قبل. فمكتبات الأطفال مثلها مثل بقية أنواع المكتبات الأخرى لها علاقة بعصر المعلومات ،ولكي تعد المكتبة روادها للعصر فإنه من اللازم أن تدخل متطلبات العصر في خدماتها التي ستقدمها للأطفال، وتبرز أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات في مكتبات الأطفال في عدة اعتبارات منها هي أن مكتبة الطفل هي أول مكتبة يتعامل معها الفرد في بداية حياته ولكي يتعود الطفل على التعامل مع البيئة الإلكترونية حتى يألفها فيما بعد في مراحل حياته المختلفة .كما أثّبت أن استخدام التكنولوجيا له مردود إيجابي على قدرة الطفل على التعلم الذاتي. فضلا على أن  تقديم المعلومات بأساليب جديدة يزيد من فرص الفهم والاستيعاب لدى الأطفال، وكما يرُى أن مكتبات الأطفال العامة أو المدرسية هي قاعدة الهرم في نظام المكتبات والمعلومات في الدولة وإذا أردنا تطوير النظام وتحديثه فإنه من الأفضل البدء بالقاعدة الأساسية (عليان، 2009) .  كذلك من أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات في مكتبات الأطفال هي كثرة مصادر المعلومات الإلكترونية الموجهة للأطفال وبالتالي فإنه من اللازم على مكتبات الأطفال أن تسعى لاقتناء هذه المصادر جنبا إلى جنب مع المصادر الورقية.  ونتيجة للأهمية البالغة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات في مكتبات الأطفال فإنه على جميع المؤسسات الحاضنة للطفل أن تسعى جاهدة لإدخال تكنولوجيا معلومات حديثة في مكتباتها.
2.1. مزايا تكنولوجيا المعلومات في مكتبات الأطفال .
لا ريب أن استخدام تكنولوجيا المعلومات في مكتبات الاطفال يمثل جانبا مهما في التحولات الإيجابية لتوفير المعلومات المناسبة والشاملة للأطفال، ومن مزايا استخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة  في مكتبات الأطفال هي إمكانية نشر المراجع العلمية على الانترنت ليستفيد منها جميع الأطفال على مستوى العالم بحيث يمكن الاطلاع عليها في أي وقت ولمدة 24 ساعة يوميا، وتساعد هذه التكنولوجيا في تنويع مصادر المعرفة مما يعطى الطفل حرية كبيرة في اختيار المادة العلمية التي تناسبه، بالإضافة تنمية التعلم الإيجابي لدى الأطفال من خلال البيئات التفاعلية التي تتيحها التكنولوجيا لهم (التهامي، 2007) .وأيضا تتيح فرصة الحصول على أحدث الكتب والقصص العلمية التفاعلية، والمراجع العلمية النادرة والتي لا يتوفر منها العديد من النسخ المطبوعة وإذا توفرت فإنها تكون بتكاليف باهظة الثمن. كذلك من المزايا تبادل الخبرات من خلال اتاحة المناقشات المتعددة بين المتعلمين وفي أماكن متعددة  على مستوى العالم، وبالتالي تنمية مهارات التواصل مع الاخرين. بالإضافة الى تسهيل الحصول على المعلومات بشكل سريع ودقيق. ونرى أن إتاحة فرص استخدام التكنولوجيا في مكتبة الطفل لها مردود إيجابي على قدرة الطفل على التعليم الذاتي بحيث يصل إلى مرحلة يمكنه الاستفادة منها معتمدا على نفسه.
استخدام تكنولوجيا المعلومات في مكتبات الأطفال له من الاهمية البالغة والمزايا المتعددة، وذلك لمواكبة التطورات التقنية الحديثة ولمواجهة الزيادة المطردة في المعلومات ومصادرها. وجعل الطفل قادرا على التعامل معها بحيث أن تعويده منذ الصغر على استخدام تقنيات حديثة سيجعله دون أدنى شك مستخدما أفضل في مراحل عمره المختلفة مستقبلا.
2.تكنولوجيا المعلومات التي يمكن أن تستخدمها مكتبات الأطفال.
     مكتبات الأطفال مثلها مثل مكتبات الكبار بحاجة إلى إدخال تكنولوجيا حديثة في خدماتها وأنشطتها كاستخدام الانترنت والذي باستخدامه  سيكون هناك مردود إيجابي في عملية التعليم للأطفال، وذلك لما يوفره من حداثة المعلومة وتنوعها وسرعتها وتقديمها بأشكال مختلفة .
1.2.شبكة المعلومات العالمية .
     من أبرز تكنولوجيا المعلومات التي يمكن استخدامها في مكتبات الأطفال هي الإنترنت حيث يعد من أهم إفرازات عصر المعلومات. ولأهميته البالغة سنعرض أهم مميزات استخدامه في مكتبات الأطفال. حيث ترتبط معظم المكتبات العامة والمدرسية ومكتبات الأطفال والمكتبات الجامعية والمتخصصة ومراكز المعلومات المختلفة بشبكة إنترنت وخصوصا في البلدان المتقدمة والعديد من البلدان النامية مع الفارق طبعا، وأدخلت المكتبات العامة بما فيها خدمات الأطفال في أوروبا والولايات المتحدة الإنترنت منذ سنوات ماضيه، وتحاول هذه البلدان أن تكون جميع المكتبات فيها مرتبطة بالشبكة حسب خطط وضعت لذلك وحسب جدول زمني محدد لها (عليان ،2009). ولشبكة الانترنت فوائد متعددة يمكن للمستفيدين على اختلاف فئاتهم وأعمارهم الاستفادة منها ومن الخدمات التي توفرها هذه الشبكة للأطفال هي إمكانية استرجاع معلومات تعالج مواضيع في مجالات مختلفة. كما تمثل شبكة الأنترنت اختراقاً للحدود الجغرافية والسياسية للدول والأقاليم والقارات حيث حولت العالم الى قرية صغيرة. كذلك تعتبر شبكة الانترنت أداة فعالة وحيوية ومؤثرة في تثقيف الاطفال والمجتمعات عموما وكسر حواجز الأمية الأبجدية والمعلوماتية. كما تتميز النسخ  الإلكترونية للكتب بأنها وسائط تفاعلية و غالبا ما تكون سهلة الإنتاج والتوزيع و بتكلفة بسيطة . كذلك تمكن الطفل من الإلمام بمدى واسع من المعلومات والأخبار الحديثة التي تغطي موضوعات جارية حول العالم مما يتيح للطفل فهم ما يدور حوله ومناقشة الكبار في ذلك (دياب،2006). فالإنترنت شبكة اتصالات تربط العالم كله وتقدم العديد من المعلومات،  وترجع اهمية استخدامه بالنسبة للطفل إلى أنها تمكنه من الاطلاع على أكبر عدد من المعلومات الحديثة  والغير متوافرة في الكتب المطبوعة.  نرى الاهمية البالغة للإنترنت وذلك لتوفيره لمصادر عديدة ومتنوعة ومفيدة للطفل بالإضافة الى السرعة في الوصول إليها وإتاحتها بأشكال مختلفة مما يوفر المردود الإيجابي في عملية تعليم الطفل. ورغم هذه الأهمية لشبكة الانترنت إلا أنها لا تغني عن ذهاب الطفل إلى المكتبة لما لها من فوائد جوهرية تعود على الطفل بالنفع والفائدة.
    ختاما، يعد استخدام تكنولوجيا المعلومات في مكتبات الأطفال مهم جداً في تحقيق الأهداف التعليمية التي تتطلب لتحقيقها عدم الاعتماد على المصادر التقليدية وحدها في عملية التعلم وذلك مواكبة لمتغيرات العصر. حيث أن إدخال تكنولوجيا المعلومات يساعد على فكرة تسهيل الوصول إلى مصادر المعرفة أياً كان مكانها وذلك لتشكيل طفل متعلم قادر على مواجهة تحديات عصر المعرفة الذي نعيشه .

المصادر:
·        التهامي، حسين أحمد.(2007) . تطوير مكتبات الطفل: الدار العالمية، القاهرة
·        الحلفاوي، وليد سالم .(2010) . مكتبات و متاحف الأطفال من التقليدية إلى الرقمية :دار الفكر ،عمّان
·        عليان، ربحي مصطفى.(2009) . مكتبات الأطفال :‏ ‏الجوانب النظرية و التطبيقية= Children's libraries :دار جرير ،الرياض .

·       دياب، مفتاح محمد. (2006). مكتبات الأطفال في عصر المعلومات: دار صفاء.

العوائق التي تحد من نجاح التجارة الإلكترونية في الوطن العربي.



التوجه الذي يشهده العالم اليوم هو الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث أثرت التكنولوجيا على العديد من المجالات ومن ضمنها المجال الاقتصادي والتجارة.  فظهر ما يسمى بالتجارة الإلكترونية، والتي لها مميزات عديدة كما أن لها عوائق تحد من نجاحها في الوطن العربي، وسيتم التسليط في هذا الموضوع على أبرز هذه العوائق.
فمن أبرز العوائق التي تحد من نجاح التجارة الإلكترونية في الوطن العربي هي:
ضعف البنية التحتية الإلكترونية: والمتمثلة في نوعية وسرعة الإنترنت والاتصالات ونقل المعلومات والربط الإلكتروني ومدى توفر قطع نقل المعلومات المتمثلة في العتاد والحاسبات والأقراص الصلبة والمرنة وأجهزة الهاتف الرقمية وغيرها، والتي تعتبر من الوسائل الأساسية للدخول إلى الأنترنت، والتعامل مع أي نشاط تجاري إلكتروني(علام.2010). ونلاحظ في الدول العربية الافتقار إلى البنية الأساسية التكنولوجية خاصة ارتفاع ثمن التجهيزات، وارتفاع ثمن أجور الاتصالات، وصعوبة توفرها في بعض الدول العربية(النعيمي.د.ت).
ضعف الثقافة التقنية والوعي الإلكتروني بين أفراد المجتمع: أو ما يطلق عليه الأمية المعلوماتية وهي تمثل عدم قدرة الباحث على تحديد حاجته المعلوماتية وكيفية الوصول إليها عبر مصادرها المختلفة سواء أكانت تقليدية أو الكترونية. حيث تلعب المعرفة والثقافة بالتجارة الإلكترونية دورا هاما في انتشارها وتطورها لاسيما في المؤسسات التجارية والإنتاجية (علام.2010.ص152).  وأيضا أشارت دراسة مأمون (2011) أن الأمية المعلوماتية والمتمثلة في أساليب التعامل مع الأجهزة الإلكترونية وتكنولوجيا المعلومات مثل أجهزة الحاسب الألي والبرمجيات والإنترنت لعبت دورا في الحد من انتشار التجارة الإلكترونية في مصر.
قصور الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة في مجال تقنية المعلومات وتطبيقات التجارة الإلكترونية : حيث يمثل العنصر البشري ركيزة أساسية في تسخير تقنية المعلومات لخدمة اقتصاد المجتمع، وبالتالي تطوير التجارة الإلكترونية. وتتطلب التجارة الإلكترونية أيدي عاملة مدربة في مجالات عديدة مثل تطوير المواقع على الإنترنت، كذلك مهارات البرمجة في عدة لغات(CSS, java ,HTML ,XML ,Perl) وخبراء في قواعد البيانات، وأنظمة التشغيل، بالإضافة إلى متخصصين في تصميم مواقع للتجارة الإلكترونية، وقوائم الكتالوجات، وأنظمة الدفع الإلكتروني (علام.2010).
عوائق اجتماعية وثقافية: حيث تعتبر اللغة من العوائق التي تحد من انتشار التجارة الإلكترونية كما أجمع عليها علام (2010) ومأمون (2011) والنعيمي (د.ت) وذلك لأن أغلب المواقع والتعاملات التجارية تكون باللغة العالمية الأولى وهي اللغة الإنجليزية، لذلك نرى أن نسبة من يستخدم الإنترنت في الوطن العربي لأغراض تجارية تكون حصرا على الطبقات المثقفة والتي تمتلك اللغة. كذلك وجود عوائق اجتماعية والمتمثلة في العادات والتقاليد الاجتماعية التي يؤمن بها المستهلكين تعتبر عائقاً في وجه الاستفادة القصوى من فوائد الشبكات العالمية للتجارة الإلكترونية. كما أن النظرة السائدة في المجتمعات في الوطن العربي من الانفتاح على العالم الخارجي وما ينطوي عليه من غزو ثقافي وفكري وأخلاقي مثل ترويج السلع المحرمة إسلاميا، قد يشكل عائقا وتحديا أمام انتشار استخدام التجارة الالكترونية في هذه المجتمعات. ومن ناحية أخرى فإن الشكوك حول أمن المعلومات وغياب الثقة لدى بعض المجتمعات في الوطن العربي كما هو الحال في الدول النامية، لاسيما في عمليات البيع والشراء ودفع الثمن عبر الانترنت يعد عائقا آخر لانتشار التجارة الإلكترونية.
عوائق تجارية: إن التحول من بيئة التجارة التقليدية إلى أنماط التجارة الالكترونية، والتي تتم من خلالها التبادلات والأعمال والأنشطة التجارية عبر بيانات رقمية، يمثل تحديا حقيقيا أمام المؤسسات والمشروعات التجارية في دول الوطن العربي، حيث تفتقر غالبيتها قابلية التحول الجذري إلى مؤسسات الكترونية. ويعتبر ضعف الخبرات  التجارية والمساعدات الفنية في الوطن العربي  اللازمة لتحويل الأعمال التجارية إلى أعمال الكترونية، ومحدودية حجم التجارة الالكترونية سواء بين الشركات التجارية نفسها أو بينها وبين الموردين المحليين أو حتى بينها وبين المستهلكين محليا يعتبر من عوائق التجارية التي تحد من انتشار التجارة الالكترونية في الوطن العربي(علام.2010).
     ختاما، بالرغم من وجود العديد من المعيقات في الوطن العربي في سبيل الإفادة من التجارة الإلكترونية، والتي لا يمكن حصرها في هذا المقام، إلا أن هناك أمل كبير في تخطي هذه العقبات واللحاق بركب الدول المتقدمة في هذا المجال، ولكن لن يتحقق ذلك إلا بوضع استراتيجيات للتخلص من هذه العوائق.
المصادر:
-         علام، رشيد. (2011). عوائق تطور التجارة الإلكترونية في الوطن العربي دراسة حالة الجزائر. رسالة ماجستير، الأكاديمية العربية للتعليم العالي، بريطانيا

-         مأمون، إسلام.(2011). المعوقات التي تحد من نجاح التجارة الإلكترونية في مصر. رسالة ماجستير، الجامعة الافتراضية الدولية في المملكة المتحدة،


-         النعيمي، قاسم.(د.ت) . التجارة الالكترونية بين الواقع والحقيقة.